قائمة المدونات الإلكترونية

السبت، 27 نوفمبر 2010

عندما تسكت شهرزاد...(2)






و فى الليله الثانيه من ليالى شهرزاد الجديده.. جلست كعادتى على الوسائد الوثيره ،
و إلى جوارى جلست شهرزاد صامته، شارده الفكر..فسألتها..ما بك يا شهرزاد؟
لماذا انت صامته هكذا؟..
أبتسمت و قالت ... لا شئ ، أنها فقط هموم الحياه ، لا تشغل بالك فأنا بخير.
سألتها أحقاً هذا كل شئ؟!..
قالت..صدقنى هى مجرد لحظات فقط ثم أعود لطبيعتى ..ولكن دعنا من هذا، ألا
تريد  أن تسمع حكايه جديده..؟
أجبت فى سرعه ..نعم بكل تأكيد.


أعتدلت فى جلستها و قالت...بلغنى أيها الملك السعيد، ذو الرأى الرشيد..أنه فى
بلاد بعيده، قديمه و عريقه، ذات حضاره كانت كبيره...كان يعيش رجلان،
متنافسان، متحاربان، متشاكسان..الأول هو كهرمان..مهرج السلطان، و الثانى
هو القاضى حب الرمّان.
و كان كل من الرجلين يشعر بالزهو و علو الشأن..و يرى أن الأخر مجرد ألعبان.

وراح الخلاف بينهما يشتد، و المشاكل تمتد و تحتد، حتى ذاعت الأخبار، و أنتشرت
فى كل الأقطار، و صارت حديث مجالس الكبار و الصغار.
و صار أسما كهرمان و حب الرمان متلازمان..فلا يظهر كهرمان فى مكان إلا و
يسخر من حب الرمان ، و لا تمضى دقائق حتى يأتى حب الرمان إلى نفس المكان
 فيسب كهرمان.

و ظل الأثنان بهذا الشكل متناحران، حتى ظهر فى الأفاق، رجل حسن الأخلاق،
يبغى بينهم الوفاق، و حصول إتفاق..فدعا الرجل كل من كهرمان و حب الرمان،
فجلس الأثنان متقابلان، و متحفزان.
فقال لهما الرجل..ألا تتصالحان؟
فقال الأول هو الغلطان ..و قال الثانى بل أنت الغلطان.

و عادا مره أخرى يختصمان، و تأججت بينهم النيران..فأستغل السلطان هذا الأحتقان،
لإلهاء الشعب الغلبان ..عن تدهور الأحوال، و نهب الأموال.

أما الشعب المسكين، فلم يدرى بهذا الكمين، و أندفع يصفق و يهلل تاره لكهرمان و تاره
لحب الرمان....فهنيأً للسلطان بهذا الشعب الخيبان.
والله المستعان على كل من كهرمان و حب الرمان،و...
و صاح الديك..


حسناً فعلت أيها الديك، فلم أعد أرغب فى سماع المزيد.. و تتنهد شهرزاد و تقول و قد
غلبها النعاس..فلنكمل غداً يا مولاى.
و هنا أدرك شهرزاد الصباح... فسكتت عن الكلام المباح..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق