قائمة المدونات الإلكترونية

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

عاوز كارت..؟!



من أكثر الكلمات المستخدمه فى حياتنا اليوميه، كلمه...الكارت...فحياتنا مليئه بالكروت،
من كروت شحن الهاتف المحمول، إلى كروت الفيزا إلى كارت القنوات المشفره و كروت
الستالايت، و حتى كروت المعايده......إلخ.


ولكن هناك كارت واحد لا غنى عنه لأى فرد فى بلدنا الحبيب..هو كارت فريد من نوعه،
غريب فى تأثيره، عجيب فى أستخدامه...وهو ذو أشكال عديده، فتاره يكون على هيئه جواب،
وتاره يكون على شكل بطاقه صغيره، و تاره أخرى على هيئه أوراق نقديه من مختلف الفئات،
و فى بعض الأحيان يتخذ شكلاً صوتيا عن طريق الهاتف.
و مهما أختلفت صورته ، فإن مفعوله السحرى العجيب لا يتغيير..فهو كالساحر حين يقوم بإختراق
الحواجز، بل و يقطعها و يفككها و يركبها كيفما يريد.

إنه كارت المحبه ..
نعم هكذا أسميه..يمكنك أنت أن تسميه كما يحلو لك ، سميه مثلاً كارت توصيه،
أو كارت واسطه، أو أى اسم تحبه... لكن أنا سوف أسميه كارت المحبه ..ولى أسبابى التى تدفعنى
لهذه التسميه...فهذا الكارت من عجيب أثره أنه يقلب الشئ من النقيض إلى النقيض..من الإهمال إلى
الأهتمام، و من البطء إلى السرعه، من التعقيد إلى السهوله، من الإستحاله إلى الإمكانيه، و من الكراهيه
إلى المحبه... و لعل المغنى القديم كان محقاً حينما قال..يا أهل المحبه..إدونى حبه..
بل يبدو أنه كان بعيد النظر، حتى أنه إستطاع التنبؤ بأهم مبادئ الحياه فى عصرنا الحالى.
فالكل بالفعل فى إنتظار أن يأخذ حبه من أهل المحبه...و لكن..

من هم أهل المحبه؟!...
و الأجابه ..إنهم بالطبع أصحاب الكارت العجيب.. كارت المحبه..

من منا لم يذهب يوماً إلى مصلحه ما، أو هيئه ما، أو جهه ما، لإنجاز أمر ما؟..
من منا لم يرى المعامله التى نتلقاها حين ندخل مكتب من المكاتب ، حتى لمجرد السؤال عن شئ؟!..
من منا لم يرى تلك النظره فى عيون الموظفين، و التى تشعر معها بأنك قد أهنته بسؤالك له، أو
أنك قد حملته ما لا طاقه له به ..فكيف له أن يبذل هذا الجهد الرهيب، و الذى يفوق إحتمال البشر،
بأن يفتح فمه و يحرك لسانه و يجيب على سؤالك؟!..
و دائما ما نكون نحن جمهور الشعب من ذوى الحاجات قساه القلوب، منزوعى الرحمه و الشفقه،
فنحن نضن عليه بساعه من وقت العمل كى ينهى فيها إفطاره، ثم بعد ذلك نضغط عليه أكثر و أكثر،
فلا يستمتع بمذاق كوب الشاى بعد الإفطار...ثم أننا نكون فى الغالب من ثقيلى الدم، فلا نترك له ساعه
أخرى يفضفض فيها مع زملائه و يمزح معهم قليلاً، بحجه أن لدينا أعمال..قال يعنى ورانا الديوان مثلاً..!
ثم أننا نكون فى الغالب عديمى الذوق و الإحساس..فمثلاً حين تدخل فتاه جميله من أصحاب الطلبات أو من
زميلاته فى العمل، نظل واقفين كالتماثيل ، ممسكين بأوراق لعينه ، هل هذا وقت مناسب لإوراق؟!..
فالرجل يريد أن يسرى عن قلبه ، فلنتركه فى جو شاعرى لطيف، و نفوت عليه بكره.
من منا لم يرى هذا الحال فى الكثير و الكثير من الأماكن فى بلدنا الحبيب؟!..

ثم تحدث المعجزه..
و تكتشف بالصدفه البحته أن، إبن خال بنت عم جوز بنت أخت جار سيادتك، هو المسؤل الفلانى،
أو النائب العلانى..و فجأه تجد فى يدك كارت..كارت المحبه بالطبع.
فتذهب منتفخ الصدر..واثق الخطوه تمشى ملكاً..و تدفع باب حجره نفس الموظف بقدمك و تدخل،
و عندما ينظر إليك و الشرر يتطاير من عينيه..و فيهما  سؤال..كيف تجرؤ..؟!
تمد يدك فى جيبك بكل ثقه..و تخرج الكارت منه..فينظر أليه، تبدأ ملامح وجهه فى التغير، و ترتسم
عليه علامات تجمع بين الخوف و الرهبه و اللهفه، و تتغير نبره صوته، فتمتلئ بالأحترام و التبجيل،
وفجأه تجد الكراسى متراصه كى تختار منها ما يعجبك، و تجد من يحضر لك مشروباً، و أخر يشعل
لك سيجاره، و تتفتح الأبواب المغلقه، و تمهد الطرق و تبنى الجسور، و تجد الإمضاءات تنهال بغزاره
على أوراقك، بعد أن كان يتجنبها الجميع، فالكل يرغب أن يضع أسمه على أوراقك..و شعار النسر
الشهير يملئ جنبات كل ورقه، سواء إن كانت تحتاج أو لا.. و فى دقائق معدوده ينتهى الأمر، و تنصرف
مصحوباً بوداع حار من كل موظفى المكان، راجين منك أن تبلغ تحياتهم لذلك المسؤول، مع ذكر مجهودهم
فى خدمتك..!

لكم الله يا بسطاء مصر..يا من ليس لكم علاقه بمسؤول ما أو حتى حفنه من المال يدفعها عنكم ثرى ما، كى
تفتح لكم الأبواب..!
لكى الله يا مصر ..ما دام هذا هو حال أهلك..
أرجو الله أن يوفقنا جميعا فى العثور على من يمنحنا كارت المحبه..و بالمناسبه..

 إن كان أحدكم يعرف مسؤول يمكن أن يعطيه الكارت ..أرجو ألا تنسوا أخوكم بإحدى نفحات كروتكم..أدامها الله عليكم ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق