قائمة المدونات الإلكترونية

الاثنين، 6 ديسمبر 2010

عندما تسكت شهرزاد...(6)





و لما كانت الليله السادسه من ليالى شهرزاد الجديده...
جلست مبتسماً، و الفرح يغمرنى..فاليوم كان يوم ميلادى، و الكل جاء مهنئاً،
متمنياً لى طول العمر و دوام السعاده و العافيه، مرفقين دعواتهم و أمنياتهم
بكل  غال و نفيس من شتى ألوان و أصناف الهدايا، و التى أثارت أعجابى
و دهشتى فى نفس الوقت من أختلاف أنواعها و كثرتها،و لكنى لم أتوقف كثيراً
أمام هذا، و إنما جل ما أستوقفنى فى الأمر هو الشعور بأهتمام  مرؤسيك بك..
يا لهذا الحب الجارف الذى أظهرته لى كلماتهم الجميله الرقيقه، و أبتسامتهم الدائمه
فى وجهى ، و تفهمهم لأفكارى و إعجابهم و سعادتهم بها، إن هذه المشاعر جعلتنى
أنتشى ، و أشعر أننى لا ينقصنى شئ..و لكن ..
أين شهرزاد؟!..
تنبهت فجأه إلى أننى لم أراها طوال الليل..إنها حتى لم تهنأنى حتى الأن..!
ترى أين هى؟!..و شرعت أبحث عنها فى أرجاء القصر، حتى وجدتها تجلس شارده
الذهن فى إحدى الشرفات..فإقتربت منها فى هدوء دون أن تشعر بى وو ضعت يدى
على كتفها، فإلتفتت بسرعه و على وجهها بعض علامات المفاجأه..
فقلت لها..لا عليك إنه أنا..
إبتسمت و هى تقول..عفواً، لم أشعر حين دخلت..ثم سألت..هل إنتهى إستقبال الناس؟..
قلت لها مداعباً..نعم لقد هنأنى كل الناس، إلا شخص واحد..ترى أحزين هو فى يوم
ميلادى؟....
ضحكت و قد أدركت ماأرمى إليه بسؤالى، ثم قالت..كل عام و أنت بخير..أرجو الله
أن يمن عليك بدوام الصحه و السعاده.
فعدت أسألها فى إهتمام..و لكن ماذا عنك؟! خبرينى لماذا لم تكونى إلى جوارى عندما
كان الناس يهنؤنى؟!..
صمتت قليلاً قبل أن تقول..إننى فقط لست معتاده على الأماكن المليئه بالناس فى مثل
هذه المناسبات.
تأملتها قليلاً قبل أن أسألها.. أواثقه أنت أن هذا كل شئ؟!..
قالت فى لهجه لم تنجح بإقناعى..نعم هو ذاك..ثم أردفت بسرعه..ولكنى خبرنى ..

كيف كان الإستقبال؟..
أدركت محاولتها للتهرب من سؤالى ، غير أنى لم أعترض فأجبتها..يالها من ليله يا شهر..!
لقد جاء الناس من كل حدب و صوب لتهنئتى..كل الوزراء وكبار رجال الدوله و الولاه..
ليتك كنتى معى لتشعرى بمدى حبهم لى ، و سعادتهم، و الهدايا النفيسه التى تنافسوا جميعاً
لإحضارها..!.. حقاً إن الشعور بأنك محبوب من أقرب الناس إليك شئ رائع.
علت أبتسامه غريبه وجهها و هى تقول..نعم هو كذلك ، و لكن حين يكون هذا الحب حقيقياً،
و لوجه الله فقط دون أى غرض.
شعرت ببعض القلق من كلماتها فسألتها.. ماذا تعني؟!..
عادت إلى غموضها مره أخرى و هى تقول..هل ترغب أن تسمع حكايه جديده؟..
قلت لها..أنك لم تجيبى عن سؤالى بعد.
قالت ...إسمعها علك تجد فيها أجابه عن سؤالك.
نظرت أليها و أنا أفكر فى كلماتها، ثم قلت لها ..حسناً هات ما عندك.
إبتسمت و هى تقول..


بلغنى أيها الملك السعيد، ذو الرأى الرشيد..أنه كان فى بلاد بعيده،
قديمه و عريقه، كانت ذات يوم حضاره كبيره..

كان للبلاد حاكم، على أمرها قائم، و بشأنها عالم...
و كان للحاكم حاشيه، تراهم كأنهم الزبانيه، لهم عقول كالماشيه، و أراء تدفع إلى الهاويه،
لا هم لهم إلا أن يجعلوه طاغيه.
فالحاكم حين يطغى ، سيكون لهم أجدى...
و لكن كيف يا ترى ينالوا المراد، و يرتاح منهم الفؤاد؟..
أخذوا يفكرون، و مع بعض يتناجون، ولشياطينهم يستحضرون..حتى هداهم التفكير،
و حسن التدبير ، إلى خطه محكمه، لرغبتهم متممه، وللبلاد محطمه.
فهلاك المرء يكمن فى الغرور، و أن يصير بنفسه مسحور..فعليهم إذاً أن ينموا غروره.
و شرعوا فى التنفيذ، وزادوا له التحفيز..فأكثرو عليه الثناء، و صار كل الكلام إطراء..
فما عاد يرى إلا رأيه، ولا يعجبه إلا فكره.
و أخذوا منه يتقربون ، و الحب له  يظهرون،  و الهدايا إليه يحملون..حتى صار يعدهم أهله،
و جعلهم سنده.
فصار لهم حكم البلاد، فأكثروا فيها الفساد، حتى غابت العداله و عم الظلم و ساد..
و أضحى الناس فى حزن و كأبه، و صاروا جميعاً غلابه، يلومون الحاكم ولا يستطيعون
حسابه.
و ملئ القهر القلوب، و لم يعد الحاكم محبوب، و لاح للتغيير دروب،و لم يعد منه هروب،
و......
و صاح الديك...
و هنا أدرك شهرزاد الصباح..فسكتت عن الكلام المباح..




السبت، 4 ديسمبر 2010

عندما تسكت شهرزاد...(5)






و لما كانت الليله الخامسه من ليالى شهرزاد الجديده..
جلست و حيداً فى أحد أركان الغرفه مستغرقاً فى تفكير عميق،حتى أننى لم أعد أدرى
كم مر على من الوقت و أنا على هذه الحاله، و لم أنتبه إلا على صوت شهرزاد الذى
أتانى ليخرجنى من تلك الحاله، و هى تسألنى بصوت هامس ..ماذا بك؟!..
و أستغرقنى الرد بضع لحظات أخرى و أنا صامت و محدق بها، ثم أجبت بصوت
يحمل الكثير من الهم و القلق..الناس يا شهرزاد..أحوال الناس تقلقنى بشده.
سألت مره أخرى ..أى من أحوال الناس يقلقك ؟!..
قلت لها.. أشعر بتغير كبير فى أسلوب تفكيرهم، و فى المبادئ العامه التى ترسم
ملامح حياتهم..أشعر و كأنهم لم يعودوا نفس الناس كما عرفتهم دوماً..تغيرت
أولوياتهم ، و عقولهم ،وأخلاقهم.
عقدت حاجبيها و هى تقول فى إهتمام..هذا أمر يدعو للقلق بالفعل..ثم إستطردت
و قالت ..من المأكد أن هناك خطأ ما فى نظام الحياه العام المحيط بهم، ربما  لا يحفزهم
بما يكفى نحو الأشياء الإيجابيه ..مما يدفعهم لبدائل أخرى سلبيه.
سألتها ..ماذا تعنى؟!..
إبتسمت أبتسامه غامضه، ثم قالت .. هل ترغب فى سماع حكايه جديده؟..
صمتت قليلاً و أنا أحاول أن أستكشف ما يدور بعقلها.. ثم قلت ..حسناً..هات ما عندك.


أعتدلت و هى تقول..بلغنى أيها الملك السعيد، ذو الرأى الرشيد.. أنه كان فى بلاد بعيده،
قديمه وعريقه، كانت ذات يوم حضاره كبيره..

كان الناس  يعيشون حياه عاديه، مليئه بالأحلام الورديه، و التطلعات المستقبليه،
العلميه منها و الأدبيه.
فالكل مشغول بالأبناء، و يتمنى أن ينالوا ما لم ينل الأباء، الكل يفكر ويختار،
ما بين طبيب أو أديب أو سفير أو حتى وزير..
و دائماً كان يحدوهم هذا الأمل و يدفعهم لمزيد من العمل..فمنهم من يوفق و منهم من يخفق،
و لكن كان الكل سعيد..فالأحلام تجعل للحياه مذاق فريد.

و مرت السنوات، و تغير كل ما فات، و أنقلب حال البلاد...
فلم يبق شيئاً فى مكانه، الكل فقد إتزانه، و ضاعت هويته و عنوانه.
فالمال بات منتهى الأمال، و لم يعد للعلم مجال.
انتهى حلم الإبن الطبيب، و حل مكانه المطرب و اللعيب.
فلغه الأرقام أصبحت هى الأرفع مقام،أما العقول فلم تعد تلقى القبول.

و تدهورت الأحوال،تضاربت الأقوال...و لم يبق لأهل البلاد إلا التضرع لرب العباد،
أن يهديهم سبيل الرشاد، و.....
و صاح الديك..


فتثائبت شهرزاد و قالت .. فلنكمل غداً يا مولاى..
و هنا أدرك شهرزاد الصباح..فسكتت عن الكلام المباح...

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

عندما تسكت شهرزاد...(4)





و لما كانت الليله الرابعه من ليالى شهرزاد الجديده..
جلست على الأريكه ، و أمامى طبق ملئ بأنواع عديده من الفواكه،و بجوارى
جلست شهرزاد..و كان شكل الفاكهه شهياً، فهى من كل الأنواع و الاشكال،فهذا
برتقال،وهذا تفاح،و هذا موز،وهذا عنب،....إلخ.
ثم وقع أختيارى على البرتقال..فمددت يدى و إلتقطت أحدى الثمار جميله الشكل،
نضره اللون..ثم تذوقتها فوجدتها حلوه المذاق، فشرعت فى إلتهامها، عندئذ واجهتنى
مشكله..فالثمره بها بعض البذور الصغيره،فإضطررت أن أتوقف عن الأكل لكى
أخرج هذه البذور أولاً.
و شعرت ببعض الضيق من هذا ، ووجدتنى أقول ..لو أن هذه البرتقاله بلا بذور.
فتبسمت شهرزاد حين سمعت هذا الحديث و قالت..هكذا أراد الله منذ أن خلقها،
أن تكون بداخلها تلك البذور.
فإلتفت إليها و قلت..هذا صحيح، غير أنى قد سمعت فى الأونه الأخيره ، أن هناك
نوع من العلوم يمكنه أن يزيل هذه البذور،فتنمو الثمره دونها و تصبح أكبر .
تجهم وجه شهرزاد حين سمعت هذا،وقالت..إن هذا العبث ،و محاوله التغيير فيما
خلق الله سبحانه وتعالى، لهو أشد أنواع الخطر على البشر.
ثم إستطردت و قالت..أتود أن تسمع حكايه جديده؟...
قلت لها..كلى أذان مصغيه..هات ما عندك.
قالت...


بلغنى أيها الملك السعيد،ذو الرأى الرشيد..أنه كان فى بلاد بعيده،قديمه و عريقه،
كانت ذات يوم حضاره كبيره..

كان الناس فى سرور يعيشون، يزرعون ما يأكلون، و يأكلون ما يزرعون،
و إن عازهم شئ فهم به لا ينشغلون، مادام لديهم الماء و الزرع و بعافيتهم يتمتعون.
و ظلت الأيام تدور، و الكل يحيا فى هناء و سرور..
حتى تولى الأمر وزير، قصير و مكير، يعرف بأنه شرير، وهو للأعداء أجير.

فأخذ هذا الشرير فى التفكير..حتى هداه عقله الأثيم و شيطانه الرجيم إلى مخطط
ملعون، يكون فى الأرض مدفون.

فحياه الناس فيما يزرعون، أن صح يصحون، وإن فسد يموتون.
فراح ذلك المشئوم، و أحضر السموم ، و خدع الناس بإسم العلوم...و أعطى كل
واحد من السم مقدار، و قال هو يقى الزرع الأخطار، فليرش به طوال النهار.
و صدقه الناس... ففسد الزرع من الأساس.

و مرت الأيام و السنين،و تغير حال الشعب المسكين، فأضحى حزين،
و بات يشكو من المرض اللعين.
حتى الدواب و الطيور، لم تسلم من شر ذاك الموتور... و شيئأ فشئ
أختفى من الحياه الفرح و السرور.

و تبدلت الأحوال، و ذاق الناس مر الأهوال...فضعفت الأجسام،و زادت الألام،
وباتت الصحه ذكريات و أوهام،و....

وصاح الديك....

فتثائبت شهرزاد و قالت..فلنكمل غداً يا مولاى.
و هنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح....

الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

عندما تسكت شهرزاد...(3)





و لما كانت الليله الثالثه من ليالى شهرزاد الجديده..
وقفت فى شرفه القصر أشاهد الأمطار الغزيره، المنهمره بشده فى تلك الليله،
و بينما أنا واقف أشاهد، إذا بحركه خلفى ..فألتفت سريعاً..فوجدتها شهرزاد..
التى إبتسمت و قالت لى ..أمازلت مستيقظ حتى الأن؟...
قلت لها ..نعم يا شهرزاد ، فالأمطار الليله تهطل بغزاره، و أشعر ببعض القلق،
قالت هو خير من عند الله ، فالأمطار و المياه هما الحياه لكل كائن حى.
قلت ..نعم أنت على حق ، و لكن أحياناً قد تكون الهلاك ، فعندما تزداد الأمطار
، يفيض النهر و تندفع المياه الغزيره لتغمر البيوت و الأراضى من حوله.
صمتت قليلا ًثم قالت .. على كل حال هذا أفضل كثيراً من الجفاف، أو أن تقل
مياه النهر، أو أن يمنعها شخص ما من الوصول للناس..
ثم إلتفتت إلى و قالت..هل ترغب فى سماع حكايه جديده؟..
أجبتها فى لهفه..بالتأكيد..هات ما عندك.
إبتسمت و هى تقول..

بلغنى أيها الملك السعيد، ذو الرأى الرشيد.. أنه فى بلاد بعيده، قديمه و عريقه،
كانت ذات يوم حضاره كبيره...
كان يجرى نهر عظيم، فى فيضه كريم، هبه للبلاد من السميع العليم...
و كان الناس يعيشون على ضفاف النهر، راضين بالحياه بما فيها من القهر،
حتى كان ذات صباح ....إستيقظ الناس ليجدوا النهر قد ذهب، و الماء قد نضب،
و الزرع قد جدب..!

فأسرع الناس إلى الحكام..يسألوهم أعلموا بما حدث ، أم غارقين فى الأوهام؟!..
فرد كبيرهم و قال..لا داعى للقلق فإن الأمور فى إستقرار، وغدأً يأتينا بدلأً من
النهر أنهار.

فأنصرف عنه الناس..بعدما شعروا لديه بإنعدام الإحساس.
و تمر الأيام ..و تعرف الحقائق من الأوهام... فالنهر لن يعود..بعدما شيدت
فى طريقه السدود..فمنعته من عبور الحدود...و ذهبت بمائه إلى العدو اللدود..
الذى يمنيهم بالوعود.

و الحكام لا يزالوا نيّام...مستمتعين بالأحلام..ولا أحد منهم يشعر بالشعب
التعيس...و إنشغلوا عنه بجمع كل غال و نفيس...
أما النهرفليذهب للجحيم...و ليشرب الناس الحميم..كى يبقى الحكام فى النعيم.

و تدهورت الأحوال.. و زادت المخاطر و الأهوال..و باتت الحياه أمر محال،
و درب من الخيال..و.....

و صاح الديك..
و تتثائب شهرزاد و تقول ..فلنكمل غداً يا مولاى..
و هنا أدرك شهرزاد الصباح...فسكتت عن الكلام المباح..



السبت، 27 نوفمبر 2010

عندما تسكت شهرزاد...(2)






و فى الليله الثانيه من ليالى شهرزاد الجديده.. جلست كعادتى على الوسائد الوثيره ،
و إلى جوارى جلست شهرزاد صامته، شارده الفكر..فسألتها..ما بك يا شهرزاد؟
لماذا انت صامته هكذا؟..
أبتسمت و قالت ... لا شئ ، أنها فقط هموم الحياه ، لا تشغل بالك فأنا بخير.
سألتها أحقاً هذا كل شئ؟!..
قالت..صدقنى هى مجرد لحظات فقط ثم أعود لطبيعتى ..ولكن دعنا من هذا، ألا
تريد  أن تسمع حكايه جديده..؟
أجبت فى سرعه ..نعم بكل تأكيد.


أعتدلت فى جلستها و قالت...بلغنى أيها الملك السعيد، ذو الرأى الرشيد..أنه فى
بلاد بعيده، قديمه و عريقه، ذات حضاره كانت كبيره...كان يعيش رجلان،
متنافسان، متحاربان، متشاكسان..الأول هو كهرمان..مهرج السلطان، و الثانى
هو القاضى حب الرمّان.
و كان كل من الرجلين يشعر بالزهو و علو الشأن..و يرى أن الأخر مجرد ألعبان.

وراح الخلاف بينهما يشتد، و المشاكل تمتد و تحتد، حتى ذاعت الأخبار، و أنتشرت
فى كل الأقطار، و صارت حديث مجالس الكبار و الصغار.
و صار أسما كهرمان و حب الرمان متلازمان..فلا يظهر كهرمان فى مكان إلا و
يسخر من حب الرمان ، و لا تمضى دقائق حتى يأتى حب الرمان إلى نفس المكان
 فيسب كهرمان.

و ظل الأثنان بهذا الشكل متناحران، حتى ظهر فى الأفاق، رجل حسن الأخلاق،
يبغى بينهم الوفاق، و حصول إتفاق..فدعا الرجل كل من كهرمان و حب الرمان،
فجلس الأثنان متقابلان، و متحفزان.
فقال لهما الرجل..ألا تتصالحان؟
فقال الأول هو الغلطان ..و قال الثانى بل أنت الغلطان.

و عادا مره أخرى يختصمان، و تأججت بينهم النيران..فأستغل السلطان هذا الأحتقان،
لإلهاء الشعب الغلبان ..عن تدهور الأحوال، و نهب الأموال.

أما الشعب المسكين، فلم يدرى بهذا الكمين، و أندفع يصفق و يهلل تاره لكهرمان و تاره
لحب الرمان....فهنيأً للسلطان بهذا الشعب الخيبان.
والله المستعان على كل من كهرمان و حب الرمان،و...
و صاح الديك..


حسناً فعلت أيها الديك، فلم أعد أرغب فى سماع المزيد.. و تتنهد شهرزاد و تقول و قد
غلبها النعاس..فلنكمل غداً يا مولاى.
و هنا أدرك شهرزاد الصباح... فسكتت عن الكلام المباح..

عندما تسكت شهرزاد...(1)



كثيراً ما أفكر فى القصص الشهيره ..ألف ليله و ليله..
كم أجد أن شهريار هذا محظوظ بوجود شهرزاد التى تحكى له كل ليله حكايه جديده و غريبه،
عن بلاد بعيده و عوالم مختلفه من الأنس و الجن، مغامرات مثيره فى البر و البحر و حتى فى
الجو، حيوانات و طيور من كل الأنواع و الأحجام.
و لكم تسائلت.. ترى أمن الممكن أن أجد يوماً شهرزاد أخرى تحكى لى أنا أيضاً مثل شهريار،
و أسترسلت فى أفكارى قليلاً و تخيلت كيف سيكون الوضع فى هذه الحاله، عندما أصبح أنا
شهريار الجديد، تخيلت قصر منيف، تحيطه حدائق واسعه، الحراس و الخدم يملئون أركانه،
غرفه ضخمه، فراش وثير، وسائد كبيره و ناعمه، وأنا أجلس متكئاً على هذه الوسائد خلف
ستائر حريريه، و بجوارى تجلس شهرزاد الجديده..يا لها من صوره ممتعه..
و تخيلت أنى ككل الملوك فى هذه القصص أشعر بشئ من الملل والرغبه فى التجديد و عندما
أتحدث عن هذا مع شهرزاد تقترح هيا أن تحكى لى حكايه ، فأوافق على الفور و تبدأ الحكايات
فتعتدل شهرزاد فى مجلسها و تقول جملتها الشهيره... بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد..
و بدأت أتخيل أنواع القصص التى ستحكيها شهرزاد فى عصرنا هذا فوجدتها تقول..


بلغنى يا مولاى أنه  فى يوم من الأيام، فى بلاد بعيده ، قديمه و عريقه، كانت ذات يوم حضاره
كبيره، كان يعيش مواطن غلبان أسمه كحيان، و يعمل موظفاً فى الديوان، و راتبه من الجنيهات
مئتان، لديه زوجه و لديه من العيال إثنان.
و ذات يوم ..ذهب كحيان لشراء الطعام... و بينما هو يمشى فى الأسواق و يشاهد الأسعار و تلعب
به الأفكار..إذا به يقف أمام دكان الجزار..و راودته الأحلام, و و دارت برأسه الأوهام..

 فرأى نفسه يأكل قطعه من اللحم مع قليل من الخضار..ولعبت به الظنون و الأهواء، وسولت له نفسه الإقتراب..
 فتحركت قدماه نحو دكان الجزار، و عيناه تلمعان كجمرتين من النار.. حتى بلغ باب الدكان،
 و يداه فى جيوبه تبحثان،فلم يجد بهما سوى جنيهان..ونظر نظره إلى الأسعار، فشعر بلفحه من النار، وقال..
تسعون..مائه..مئتان.. يا إلهى من أين لى بهذه الأموال..؟!
و تسمرت قدماه، و تحجرت عيناه، و عاد إلى الوراء، و أنطلق فى الطرقات، تملئه الحسرات،
و من عيونه تساقطت عبرات، و..
و صاح الديك..


..يا إلهى .. حمداً لله أن صاح هذا الديك ليرحمنى من هذه المأساه..يبدو أن حكاياتى
مع شهرزاد الجديده هذه ليست مبشره على الأطلاق..ها هى تتثائب و الحمد لله يبدو أنها تشعر
بالنعاس أرجو من الله أن تقول ما أتمنى سماعه..
تتنهد شهرزاد و تقول فى صوت خافت ..فلنكمل غداً يا مولاى.
و هنا أدرك شهرزاد الصباح...فسكتت عن الكلام المباح..


الجمعة، 26 نوفمبر 2010

حوار مع..عمو الأمريكانى الفظيع...( ج1 )





ـ فالاول احب ارحب بحضرتك..اهلا و سهلا بيك..
* امممممممم.. يييه يييه.. اهلا.


( بدايه مش لذيذه..معوج على ايه من اولها..بس ماشى نستحمل )
- فى الاول احب اتعرف بيك, و تعرف الناس بيك..
* ايه ده.. انت متعرفنيش..؟!!!


( ايه المجنون ده.. اعرفه منين..يكونش فاكر نفسه فان دام )
- لا و الله..ماتأخذنيش..مش واخد بالى
* انا الامريكانى الجامد.. الامريكانى الفظيع..ازاى متعرفنيش.. ؟!!!


( ده باين عليه عبيط...ربنا يتوب علينا من البلاوى اللى بنقابلها دى )
- اه طبعا يا برنس..معلش العتب ع النظر.. الامريكانى الفظيع..نار على علم يا باشا..
*ايوه كده..شغل مخك شويه..بلاش الغباء ده..


( ماشى يابن......يابن الذكيه..ربنا يصبرنى عليك )
- و بتعمل ايه بقى هنا يا عم الفظيع..قصدى يعنى جاى بلدنا ليه ؟
*و انتا مالك انتا..!


( انا مالى.., امال مال مين يا..., استغفر الله العظيم , بلاش الطيب احسن )
- انا بس بسال, يعنى بندردش شويه مع بعض..
* همممممم...بلدكوا عجبانى..قررت أجى هنا شويه..عندك مانع..؟
- لا ولا مانع ولا حاجه, بس عاوز افهم.. عجباك يعنى ايه؟
* يعنى عجبانى..غريبه دى؟
- لا غريبه ولا حاجه.. ناس كتير غيرك برده بتعجبهم..الاهرامات و ابو الهول و النيل و الاثار و....الخ
* لا لا.. انا مش مهم عندى الحاجات دى ..
- امال عجباك يعنى ايه..؟!
* انت بتسال كتير اوى..و رغاى اوى..
- معلش يا عم استحملنى.. بندردش..
* اوففف..طيب شوف حاجه تانيه ندردش فيها..
- ماله بس السؤال ده .. مش عاجبك ليه ؟!
* مش شغلك.. انا ارد ع اللى انا عاوزه..


( ماشى يا عم الجامد )
- اوكى.. براحتك..نغير السؤال.. انتا جيت فى جمل.
* لا جيت فى طياره.. ههههههههه


( يخرب بيت السخافه.. دمك يلطش )
- ههه..ممما علينا..قولى ناوى تقعد هنا قد ايه ؟
* هممممم, يعنى حسب الظروف..على العموم كل ما قعدت اكتر, اكيد ده ف مصلحتك.
- لا معلش بقى مش فاهم..ف مصلحتى ازاى يعنى.. ؟!
* يعنى هتتقدم شويه و تتطور..هحررك..
- ازاى..؟!!!
* انا وجودى فى اى بلد بيزودها..و بيخليها تتحرر اكتر و تتطور, بدل التخلف و الجهل اللى بتكون فيه..
انا عاوز اخليكم زينا..
- ياسلاااااام.. احب فيك قلبك الطيب, و احساسك المرهف بالناس..
* همممم..انا كده..طول عمرى خيرى على الناس..


( طول عمرك ايه يا اكدب خلق الله..انتا اصلا عمرك كله كلم سنه )
- لا ما هو باين اكيد طبعا..بس يعنى فى سؤال كده محشور ف زورى, ولامؤاخذه..ممكن اساله ؟
* اوففف..اسأل..
- مشوفناش يعنى التطور و التقدم و الحريه اللى انتا بتتكلم عليهم, لما رحت العراق و قبلها افغانستان..

لعل المانع خير..
* ازاى..؟! انتا مشفتش اول ما دخلت عملت ايه و طورتهم ازاى..مشفتش التمثال بتاع صدام و هو بيقع..؟!
- طبعا طبعا..شوفته..امال ايه.. حاجه ايه, عظمه..و شوفتك كمان لما كنت بتدور ع النووى فى البيوت..

لما كنت بتخرج الستات من البيوت رافين ايديهم, و تقعد تدور ع النووى ف عشش الفراخ..فاكر انا..
* طيب اديك فاكر اهه..امال ازاى بتقول محررتهمش..؟!
- لا عندك حق برده.. الا صحيح مقلتليش..لقيت النووى ولا لسه؟
* هممم لا و الله لسه..بس جاتلنا معلومات انهم فككوه و حشو بيه البلح و عملوا البلح عجوه..

و حملوه على حمار و ادولوا خريطه العالم العربى ..و من ساعتها الحمار عمال يلف فى الدول كلها..
بس اطمنك..احنا متتبعين حركات كل الحمير و هنوصله..
- عجوه..؟!!!!
- تصدق صح ..انا كلت مره قرص عجوه بعد موضوع النووى ده..لقتنى بنور بعدها.
* يبقى الحمار وصل عندكم..قولى بسرعه..جيبت العجوه دى منين..؟


( اه يابن.... , يابن الامريكانيه..هتتلكك, مصدقت و عاوز تشبط فى اى حاجه )
- يا عم ده موضوع قديم..مش فاكر.. و بعدين العجوه زمنها اتهضمت من زمان.
* لازم تيجى معايا علشان اكشف عليك واعرف اصل العجوه دى منين..


( تكشف عليا..! آآآه ..انا مش مستريحلك من الاول..عمال تبصلى كده ..شكلك هتطلع منهم ولا ايه..
قال يكشف عليا قال..باكل انا اصلى من الكلام ده...و حياه أبو غريب.. )
- اه و ماله يا برنس..ابقى اجيلك بكره بقى و نشوف الحكايه دى .
*ماشى..بكره.
- اسيبك انا بقى..و ع العموم لو وصلتنى اى معلومه عن العجوه او الحمار هكلمك على طول..
سلام يا عم الفظيع..

حوار مع..عمو الأمريكانى الفظيع...( ج2 )




-صباح الخير يا عمو الفظيع..ازيك النهارده..
* اوووه..انتا تانى..عاوز ايه..؟
- ايه بس يا عمو..مخنوق منى ليه بس؟!.. ده انا بصبح عليك..لا لا ملكش حق..
* عاوز ايه تانى؟ ندردش برده..؟!
- يا سيدى بنتسلى مع بعضنا..و بنتعرف اكتر..
* هو احنا لسه متعرفناش بعد كل ده ..؟!
- لا لا مش قصدى اسمك ايه و انتا مين و كده...انا قصدى نعرف اكتر عن حياه بعض..

اعرف تاريخ حياتك و تعرف تاريخ حياتى..و كده يعنى..
* همممم...و عاوز تعرف ايه عن تاريخ حياتى العظيم..؟


( تاريخ حياتك العظيم..! متخلى الطابق مستور..احنا هنبتديها فشر )
-اكيد يا عمو عاوز اعرف كل حاجه .. كل اللى انتا عاوز تقوله, و كل اللى انتا عملته..
* هممممم ...احكيلك على ايه ولا ايه ولا ايه..انا تاريخى كله مليان بالبطولات الخارقه, اللى ملهاش مثيل..


(انخع كمان..انخع, بطولات ايه يا أبو....يا أبو بطولات )
- يا سلااااام...ده انتا شوقتنى اوى.. متحكيلى شويه من بطولاتك دى طيب..
*هممم..لا لا مينفعش..اصلك مش هتفهم الحاجات دى..
- ليه بس..طيب جربنى يمكن افهم...
* همممم...اما نشوف..


(يا باى ع العوجان..استنى عليا بس..ان محرقت دمك )
-يلا بقى يا عمو احكيلى.. اصلك شوقتنى اوى .
* تحب نبتدى منين؟ من اول تاريخ حياتى خالص ؟
- تمام.. احكيلى يلا عن اول حياتك..بدأت أزاى..قال صحيح أنتا اللى موتت الهنود الحمر و طردتهم من أرضهم؟!!
* امممممم.. بلاش الحكايه دى..خلينا نتكلم عن فتره بعد كده بشويه..
- ايوه بس يا عمو افتكرت..احكيلى عن بطولاتك فالحرب الاهليه..قال صحيح انتو كان عندكوا تفرقه عنصريه..؟!
انا لما قالولى مصدقتش..قلت مش ممكن عمو يعمل كده ابدا..
* امممم..و دى كمان بلاش..
- ايه يا عمو خير..احنا هنقضى تاريخك كله بلاش بلاش..؟ طيب تكلمنى عن ايه..
بقولك..متحكيلى حكايتك ف الحرب العالميه..احكيلى حكايه القنبلتين دول بتوع هيروشيما و نجازاكى..

اصلى سمعت عنهم و انا ف المدرسه..قال صحيح موتوا اكتر من 200000 واحد ؟
*آآ..أصل الموضوع..آآ..
- ماشى يا عمو ..فاهمك انا..بلاش دى كمان.
* ايوه..برافو عليك..
- خلاص احكيلى بس حكايه كوريا..ولا اقولك..احكيلى بتاعت فييتنام..بيقولوا حكايه حلوه قوى..
*لا لا .. انا زى مقولتلك انا مش هقدر احكيلك .. عشان انتا جاهل..مش تفهم البطولات.


( انا برده اللى جاهل, يا أبو جهل )
-خلاص يا عمو..براحتك..زى ما تحب..على كل حال انا مش عاوز ازعلك..ده انتا حبيبى..بس آآآ..
* بس ايه..؟!
- ممكن سؤال رفيع كده يا عمو..؟
* اسأل
- يعنى يا عمو انا مسمعتش عندكم عن ابطال مؤثريين ..طبعا غير حضرتك..يا ترى مفيش صحيح,

ولا انا اللى مش واخد بالى..؟
*مين قال كده..؟!!!! احنا بلدنا كله ابطال يا جاهل انتا..


( لسانك ده عاوز قطعه )
- انتا زعلت..انا مش قصدى خالص ازعلك..انا بس بسأل يعنى عشان اتعرف عليهم منك..
* انتا ازاى مش تعرفهم..ازاى مسمعتش عنهم قبل كده؟!
معقول مسمعتش عن سوبر مان ؟! ولا بات مان , ولا سبايدر مان , ولا هولو مان , ولا ايرون مان ,

ولا 6 مليون دولار مان...ولا اى مان
من دول..؟!!!!!!!
- ياسلااااااااااااااام..هما دول؟! اه و الله صحيح , ازاى بس نسيتهم .. أخص عليا.. طيب دول حتى حبايبى..
*شوفت .. مش قولتلك..اكيد تعرفهم
- بس انتا نسيت كام واحد برده..
* ميين..؟!
-ميكى ماوس , و بطوط , و توم و جيرى
* لا لا .. منسيتش ولا حاجه.. بس دول حاجه تانيه.. دول السوبر هيرو الجامدين اوى..

انا مرضتش اقولك عليهم احسن تتخض..
- احب فيك طيبه قلبك دى يا عمو..خفت عليا م الخضه..!!! يا حبيبى يا عمو.
* شوفت ازاى بخاف عليك..هات بوسه بقا..


( تانى..مافيش فايده فيك..ده انا قلت بلاش سوء الظن بتاع المره اللى فاتت..بس الظاهر انك منهم بجد )
- لا معلش يا عمو..عندى برد و كحه و زكام و ...و اى حاجه تمنع البوس...
يوووه ده انا افتكرت.. الحق اروح للدكتور بقى..اشوفك بكره.
سلام يا عمو..

الخميس، 25 نوفمبر 2010

حوار مع..عمو الأمريكانى الفظيع..(ج3 )




* اهلا..ازيك..؟
- بخير يا عمو..سألت عليك العافيه..بس ايه ده..ما شاء الله..عينى عليك بارده..

صاحى النهارده مزاجك رايق و بترحب بيا كده يعنى..تتحسد و الله..
* يعنى..قررت اغير اسلوبى معاك شويه..
-ازاى يعنى..؟ـ
* يعنى..اكلمك كويس شويه..و اضحك ف وشك حبه..و كده يعنى.
- خير اللهم اجعله خير..هو حصل ايه فى الدنيا..يا ترى ايه اللى غيرك كده..؟!
*ابدا يا حبيبى..انا قلت مافيش داعى يكون فيه اى توتر بينا و بين بعض..احنا ف الاخر اصحاب ..

و الناس هنا كرما و هيضيفونى فأكيد لازم اعاملهم كويس..ولا ايه..؟!
( يابن اللئيمه..عاوز تضحك عليا و تبلفنى بكلمتين, و تبلطج انتا بقى على حسهم  و تقعد بللوشى )
- اه اكيد طبعا..امال ايه؟!! ده اكرام الضيف واجب برده..
انما قولى يا عمو يعنى..بما اننا فتحنا صفحه جديده, و ابتديت تعاميلنى كويس و تضحك فى وشى..

ما تيجى نتكلم كده فى كام موضوع.
* آيوه حبيبى..طبعا طبعا..و ماله..قول كل اللى انت عاوزه..
- بصراحه كده يا عمو انا عاوز اشتكيلك من بنتك "سوسو" ..عجبك العمايل اللى بتعملها دى..؟!
* خير يا حبيبى..عملت ايه "سوسو"..؟!

( ايوه..استعبط استعبط..قال يعنى مش عارف )
- عملها اسود و مهبب..من ساعت ما جبتهالنا سنه 48 و هيا ارفانا ف عيشيتنا..
كل شويه نازله ضرب و تكسير ف اللى حواليها..
و كل مره نقعد و نكلمها..يا بت استهدى بالله و أتهدى بقى و خليكى ف حالك, و عيشى ف امان الله..
تقولك حاضر, ماشى, خلاص اخر مره..و نتفق معاها, و تخرج مالقعده انيل م الاول..

قلنا نعملك خاطر و نكبرك و قلنلها هنقول لبابا..
قالت و ايه يعنى..بابا سبور..و مش هيعملى حاجه..
قال صحيح انتا سبور..؟!
* هههههههه..يخرب عقلك يا سوسو..مش معقوله البت دى..سبور..! هههههه انا سبور ههههههههههههه

( ايه العبيط ده؟!!! فرحان قوى..دى بتقول عليك قرطاس..و فاضلك قرنين و تبقى ولا مؤاخذه )
- سبور ايه و هباب ايه دلوقتى..انا بكلمك على عمايلها دى..هتعمل معاها ايه..؟!!
* معلش حبيبى..استحملوها شويه عشان خاطرى..هيا اصلها طايشه شويه..معلش بكره تكبر و تعقل..

اصبر عليها بس.
- نصبر ايه بس اكتر من كده؟!!!! ما صبرنا عليها كتير..من ساعه ما جبتهالنا و احنا عمالين نصبر..
صبرنا عليها ف 56 و صبرنا ف  67  لما جبنا اخرنا ف الصبر..

و لما ضربناها ف 73 جيت انتا جرى تقول بنتى, حرام متضربوهاش..
و عملنالك خاطر و قلنا معلش الطيب احسن..و يوميها انتا قلت انك هتربيها كويس, و هتلمها..لكن اهه..
رجعت ريما لعادتها القديمه..

( و طلعت راجل خرونج..و " سوسو"  قرطستك )
* يا حبيبى الصبر...انتا مش عارف ان طوله العمر تبلغ الامل..؟
مش فيه مثل عندك بيقول .. اصبر على جار السوء لا يرحل لا تيجى مصيبه تشيله..؟

( يا سلااااام.. لو تشيلكم سوا )
-  الا قولى يا عمو..انتا مبتخدهاش عندك ليه؟ هيا مش بنتك؟!! ولا انتوا تخلفوا و ترموا,,
و تبلوا الناس ببلاويكم.
* اخدها؟!!! اخد مين؟..لالالا كله الا كده..انسى يا حبيبى مينفعش..معنديش مكان خالص..

{ قال اخدها قال..خدها ربنا }..
- طيب و الحل .. هتعمل ايه دلوقت ف الموضوع ده..؟!
* ميكونش عندك فكره يا حبيبى..انا هكلمها, و هزعقلها جامد خالص مالص..و هملصلك ودانها..

( ايوه.. و قلها العبى انتى و اصحابك سوا سوا و متضربوش بعض..انتا الكلام معاك خساره, يا راجل يا..., ولا بلاش )
- عموووو..شويه هوا بس عشان النفس..
سلام يا عمو..أشوفك أمس..

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

شيخ العرب همام..حكايه كل زمان



كل عام و انتم بخير..انقضى شهر رمضان الكريم ببركاته و اجوائه المريحه, و اوقاته المليئه بالسعاده..
و كعاده التلفزيون منذ نشأته, فشهر رمضان بمثابه موسم خاص له..دائما ما يمتلئ بالكثير من المسلسلات,
و التى و لسبب غير مفهوم يتم تكديسها فى الشهر الكريم..!
و لكن دعونا من هذا الان..
المهم انه كان هناك كالعاده الكثير من المسلسلات..و اصدقكم القول, فى السنوات الاخيره اصابنى الملل من
برامج التلفزيون بشكل عام, فاصبحت لا اشاهده كثيرا..و لكننى قد اعتدت ان اتناول الافطار فى رمضان امام
التلفاز , سواء اشاهده ام لا.
و هذا العام توافق ان يعرض فى وقت الافطار مسلسل "شيخ العرب همام" فتابعت احداثه بدرجات متفاوته
من الاهتمام, بدأت بمجرد نظره عابره, الى ان اصبحت اتابع احداثه باهتمام..
و لعل من اكثر ما جذب اهتمامى للمسلسل, هو انه يتحدث عن شخصيه حقيقيه, و ان اغلب احداثه قد وقعت
بالفعل..
و الحقيقه هى قصه مليئه بالاحداث المثيره, لشخصيه تبدو غير تقليديه..غير ان اكثر ما استوقفنى فى هذه
القصه هو النهايه..و خيانه اسماعيل لهمام..مما ادى لهزيمه همام و انكساره..!
و ما استوقفنى فى النهايه ليس الحدث فى حد ذاته, و انما شئ اخر جذب انتباهى..
و رحت استعرض فى عقلى الكثير من الاحداث التاريخيه, فوجدت امر عجيب..
معظم القصص البطوليه و سير الابطال و الحقب الذهبيه لحضارات مختلفه..انتهت نهايات متشابهه..
بالخيانه..!
و كان اول من تبادر الى ذهنى هو "يوليوس قيصر"..الحاكم الرومانى الذى جاب اركان الارض و حكم معظم
اسقاعها, ونال من المجد و العظمه نصيب وافر..فاين انتهى كل هذا؟!
بنفس الطريقه..مؤامره من قواده و اخلص اتباعه حتى كان من بينهم " بروتس" الذى كان بمثابه الابن له,
و تم قتله غيله..!
ثم نظرت الى زمن الخلافه الاسلاميه , و عهد الخليفه العادل عمر بن الخطاب رضى الله عنه, الذى فى عهده
فتح الله على امه الاسلام , و اتسعت رقعتها لتشمل مشارق الارض و مغاربها, و ساد العدل كل امور البلاد و
العباد..فيقتل غدرا  على يد الخائن ابو لؤلؤه , و هو يصلى بالناس صلاه الفجر..!
و من بعده الخليفه عثمان بن عفان رضى الله عنه , ذى النورين..و يشعل اعداء الاسلام الفتنه و على راسها
رجل يهودى يدعى عبد الله بن سبأ يدعى الاسلام..و يتجمع المنافقين و الكارهين و الخونه, و يحاصروا بيته
رضى الله عنه, ثم يقتل بعد ذلك..!
و من بعدهما اتى على بن ابى طالب رضى الله عنه, بن عم النبى و زوج ابنته, مثال للشجاعه و الرجوله..
فيقتل بعد مؤامره كانت تستهدف قتل كل من على و معاويه ابن ابى سفيان و عمرو بن العاص..الا انها لم
تسفر الا عن قتل الامام على كرم الله وجهه على يد الخائن عبد الرحمن بن ملجم ..!
ثم رحت الى الخلافه العباسيه, و ايامها الاخيره و ما اصابها من ضعف ووهن و تفكك فى زمن الخليفه

 المستعصم,و التى كان من اسباب سقوطها على يد التتار, الدسائس و المؤامرات,و الخونه
مثل وزير الخليفه مؤيد الدين ..!
اما عن زمن المماليك..فحدث ولا حرج..بدايه من مقتل فخر الدين اقطاى غيله, ثم من بعده عز الدين ايبك ايضا
تم اغتياله..ثم السلطان المظفر قطز, قاهر التتار , و الذى اغتيل ايضا على يد قواده..!
حتى على بك الكبير و هو احدى الشخصيات التى ورد ذكرها فى المسلسل..فبعد ان تمكن من حكم مصر اراد
الانفصال عن السلطنه العثمانيه و اراد توسعه ملكه نحو الشام..فكيف كانت نهايته؟!
استمال العثمانيون قائده المقرب محمد بك ابو الدهب, و الذى يبدو انه كان تلميذا نجيبا , فتفوق على استاذه فى
الخيانه و قتله..!
و من بعدهم جاء عرابى بثورته ضد الخديوى توفيق, فما كانت نهايته الا بالخيانه..بدايه من الخديوى الذى استعان
بالانجليز لحمايه ملكه, و ابتليت مصر بهم..ثم بعد ذلك هزيمه عرابى و جيشه فى معركه التل الكبير نتيجه لبعض
الخونه الذين تعاونوا مع الانجليز و دلوهم على مسالك و دروب حول مواقع الجيش..مما ادى لهزيمته..!
يا الله...كل هذا و اضعافه من الخيانه التى تمتلئ بها صفحات التاريخ..!
و كأن البشر قد جبلوا على تحطيم زعمائهم..

و انى و الله لأعجب لأمر الخونه..! يبيعون انفسهم للشيطان فى سبيل المال و السلطه..
فيحالفون الاعداء و يعادون الاصدقاء..و ينتظرون من حلفائهم الذين هم اعلم الناس بخيانتهم ان
يوفون اليهم بالعهود..! أى حمق هذا ؟!
ولعل التاريخ يشهد بنهايات الخونه, اما بالقتل او فى غيابات السجون..فتكون لهم فى الدنيا خزى و فى الاخره

 ينتظرهم العذاب الاليم..
و لعلنا بعد كل هذه القصص..ندرك ان اشد الخطر هو الخطر الخفى الذى يكون بجانبنا و يخفى قلبه

ما لا يظهره وجهه, فالخائن الذى يبث سموم الفرقه و التخاذل فى الامه, لهو اشد خطرا من كل اسلحه العالم..
كفانا الله و اياكم شر الخونه و الخيانه..!




هات ودنك..!



-سمعت أخر خبر؟...
لا مسمعتش، خير ؟...
-إيه ده، معقوله متعرفش؟!..ده أنت مش عايش فى الدنيا..طيب أسمع يا سيدى...

لحظه من فضلكم...
الحوار السابق ليس موجه منىّ إليكم..إنه ببساطه مجرد عرض لسمه من أهم سمات العصر،
ألا و هى الأثاره..
أن هذا الأسلوب فى الحديث يعتبر واحد من أشهر ، إن لم يكن هو أشهر أساليب أحاديث الأثاره،
و التى تعتبر الأن أحد المحاور الهامه فى حياتنا اليوميه..
إن هذه الصيغه، و بعض الصيغ الأخرى المشابهه لها فى المعنى ، و إن إختلفت بعض كلماتها،
أصبحت تملئ مجالسنا و أحاديثنا، سواء أحاديثنا مع الأهل و الأقارب أو مع الأصدقاء فى المدارس
و الجامعات أو حتى زملاء العمل... لا يخلوا مكان من شخص ما يجلس ليقص على الأخرين خبر ما
بهذه الصيغه...و الأخرين يصغون إليه فى أهتمام و ترقب .. جو من الفضول يعم المكان..لحظات من
الترقب و الصمت..
و أخيراً ينطلق لسان المتحدث، مزيحاً الستار عن ما يعرف من الأسرار..
و أنتهت الأثاره..
بل و العجيب أنه فى معظم الأحيان يسود جو من الإحباط بعد سماع الأخبار، وذلك ببساطه يكون
نتيجه لتفاهه الخبر أو لوضوح الكذب فيه، فيشعر المستمع بنوع من الإحباط لسابق إنتظاره،
فقد كان يتوقع أن يلقى المتحدث قنبله ذات دوى و إنفجار، فإذا بها أقل صخب من سقوط كوب فارغ..
و السبب معروف..
معظم هذه الأخبار التى نعتقد بأنها أسرار لا يعلمها أحد سوانا، و نشعر كما لو كانت إكتشافات
رهيبه، و نسعى و نحن نتحدث عنها أن نضفى عليها صبغه الأهميه...يكون معظمها متداول عبر
الصحف و المجلات و المحطات التلفزيونيه و شبكه الإنترنت...إلخ..ولكن مع علمنا بكل هذا..
لازلنا نعتقد بأن لدينا الخبر اليقين ، و الذى لا يعرفه سوانا، فتكون بالتالى خيبه الأمل لدى المستمع،
و الذى لا يجد أى جديد غير ما يعرفه هو.
و لكن العجيب فى الأمر أن المتلقى للخبر يحاول أحياناً أن يغطى على شعوره هذا، فيردد عبارات
مثل.. يااااه.. معقول..قول كلام غير ده.....!
و فى الغالب لا تنجح لهجته فى إخفاء ما يعتمل فى نفسه من حنق على المتحدث.
و فى بعض الأحيان يلاحظ المتحدث هذه اللهجه ، فيشعر بنوع من الإرتباك، و يبدأ فى مرحله جديده...
إختراع الخبر...
فحتى يغطى على أى شعور بالحرج قد ينتابه، يبدأ فى الإضافه للخبر..!
معلومه جديده من بنات أفكاره كى تضفى الإثاره على الخبر..و دائماً ما تكون بنات أفكاره هذه قبيحه ،
دميمه..فتجد أن هذه الإضافات ترتبط دائماً بنوع من الفضائح..سواء إن كانت فى النواحى الأخلاقيه، أو
فى الذمه الماليه ، أو حتى ما يتعلق بالشرف و أعراض الناس..
يختلقها هكذا بمنتهى البساطه لكى يشعر بلحظه من التفوق الزائف، دون أن يهتم أو يفكر و لو للحظه فى
عاقبه ما يقول، أو فى الإنسان الذى يمسه هذا الكلام.
ثم يتمادى فى غيه، و لا يكتفى بالكذب الذى صاغه، بل يشرع فى التأكيد على مصداقيه الخبر، فيقول أنه
رأى بعينيه أو سمع بأذنيه هذا.
ثم يصل إلى المرحله القصوى من الإفتراء و التلفيق..فيحلف..
يقسم بالله العظيم ..!، و إنى و أن كنت لا أتصور هذا الأمر من البدايه.. إلا أن هذه النقطه شئ أخر..أى
جرأه هذه؟!..أى أحمق هذا الذى تحدثه نفسه حين يكذب ، بأن يقسم بالله و هو يعلم علم اليقين أنه يكذب..؟!

أن الإنسان إذا ما إكتسب صديق قلنا قد وجد كنز، و إذا إكتسب عدو خشينا عليه..فكيف بمن يتجرأ و يستدعى
غضب الله عليه..؟!..
كيف وصلنا إلى هذه المرحله..؟!..لم يعد لدينا حرمه لشئ، لا لشرف، و لا لعرض، ولا لإى شئ..!
نسينا قول الرسول صلى الله عليه و سلم..(كل المسلم على المسلم حرام ، دمه، و ماله، و عرضه).
و إنطلقت ألسنتنا تلوك الكذب و تستصيغ مذاقه القذر، الذى شبهه الرحمن فى كتابه العزيز (أيحب أحدكم أن
يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه)
أصبحت الغيبه أمر معتاد فى حياتنا اليوميه..فقط لإضفاء بعض الإثاره و الصخب على هذه المجالس اللعينه.
نعم أقولها هى جلسات لعينه، بل أكثر من ذلك هى جلسات شيطانيه، تلك التى نتناول فيها بكل بساطه سير
أشخاص أخرين لا ذنب لهم إلا إننا نريد بعض الإثاره..
و السؤال الأن لكل من يهوى الحديث بهذه الطريقه الرخيصه..ماذا ربحت منه؟..
هل ربحت ود و محبه الناس؟..أبداً..بل إنك دون أن تدرى جعلت بينك و بينهم  جدار عازل من الخوف و القلق.
فمن منهم يمكن أن يفضى إليك بأسراره و يأتمنك عليها؟..

كيف هذا و قد رأوا ماذا تصنع بأخبار الأخرين فى غيابهم؟!..
هل علمت الأن كيف ينظرون إليك؟..
إنها نظرات قلق و عدم ثقه فى شخصك.
هل هذا إذاً ما تبحث عنه؟!..
الشهره..ولكن أى شهره...يالها من شهره قذره تلك التى يعرف بها إنسان على أنه أفضل من يفشى أسرار الناس،
و يخوض فى أعراضهم، و يسخر منهم فى غيابهم. هنيئاً لك إذاً أيها ال.... أيها الشهير.
أما لمن يسمعون لمثل هذه الأحاديث و يهون مجالس الغيبه و البهتان..أود أن أقول لكم و على طريقتكم المفضله..
سمعتم أخر خبر؟..حسناً تعالوا أخبركم...
- قال رسول الله صلى الله عليه و سلم

( لما عرج بى  مررت بأقوام لهم أظافر من نحاس يخمشون وجوههم و صدورهم،
فقلت ..من هؤلاء يا جبريل؟ قال..هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس و يقعون فى أعراضهم)

 صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
و أحب أن أقول لكم أن من يقص عليكم قصص الأخرين و أخبارهم ،

 غداً يقص على أناس غيركم قصصكم و أخباركم.
و الأن أقول لكم ما بدأت به حديثى..حقاً..أنتم مش عايشين ف الدنيا..

الثلاثاء، 23 نوفمبر 2010

عاوز كارت..؟!



من أكثر الكلمات المستخدمه فى حياتنا اليوميه، كلمه...الكارت...فحياتنا مليئه بالكروت،
من كروت شحن الهاتف المحمول، إلى كروت الفيزا إلى كارت القنوات المشفره و كروت
الستالايت، و حتى كروت المعايده......إلخ.


ولكن هناك كارت واحد لا غنى عنه لأى فرد فى بلدنا الحبيب..هو كارت فريد من نوعه،
غريب فى تأثيره، عجيب فى أستخدامه...وهو ذو أشكال عديده، فتاره يكون على هيئه جواب،
وتاره يكون على شكل بطاقه صغيره، و تاره أخرى على هيئه أوراق نقديه من مختلف الفئات،
و فى بعض الأحيان يتخذ شكلاً صوتيا عن طريق الهاتف.
و مهما أختلفت صورته ، فإن مفعوله السحرى العجيب لا يتغيير..فهو كالساحر حين يقوم بإختراق
الحواجز، بل و يقطعها و يفككها و يركبها كيفما يريد.

إنه كارت المحبه ..
نعم هكذا أسميه..يمكنك أنت أن تسميه كما يحلو لك ، سميه مثلاً كارت توصيه،
أو كارت واسطه، أو أى اسم تحبه... لكن أنا سوف أسميه كارت المحبه ..ولى أسبابى التى تدفعنى
لهذه التسميه...فهذا الكارت من عجيب أثره أنه يقلب الشئ من النقيض إلى النقيض..من الإهمال إلى
الأهتمام، و من البطء إلى السرعه، من التعقيد إلى السهوله، من الإستحاله إلى الإمكانيه، و من الكراهيه
إلى المحبه... و لعل المغنى القديم كان محقاً حينما قال..يا أهل المحبه..إدونى حبه..
بل يبدو أنه كان بعيد النظر، حتى أنه إستطاع التنبؤ بأهم مبادئ الحياه فى عصرنا الحالى.
فالكل بالفعل فى إنتظار أن يأخذ حبه من أهل المحبه...و لكن..

من هم أهل المحبه؟!...
و الأجابه ..إنهم بالطبع أصحاب الكارت العجيب.. كارت المحبه..

من منا لم يذهب يوماً إلى مصلحه ما، أو هيئه ما، أو جهه ما، لإنجاز أمر ما؟..
من منا لم يرى المعامله التى نتلقاها حين ندخل مكتب من المكاتب ، حتى لمجرد السؤال عن شئ؟!..
من منا لم يرى تلك النظره فى عيون الموظفين، و التى تشعر معها بأنك قد أهنته بسؤالك له، أو
أنك قد حملته ما لا طاقه له به ..فكيف له أن يبذل هذا الجهد الرهيب، و الذى يفوق إحتمال البشر،
بأن يفتح فمه و يحرك لسانه و يجيب على سؤالك؟!..
و دائما ما نكون نحن جمهور الشعب من ذوى الحاجات قساه القلوب، منزوعى الرحمه و الشفقه،
فنحن نضن عليه بساعه من وقت العمل كى ينهى فيها إفطاره، ثم بعد ذلك نضغط عليه أكثر و أكثر،
فلا يستمتع بمذاق كوب الشاى بعد الإفطار...ثم أننا نكون فى الغالب من ثقيلى الدم، فلا نترك له ساعه
أخرى يفضفض فيها مع زملائه و يمزح معهم قليلاً، بحجه أن لدينا أعمال..قال يعنى ورانا الديوان مثلاً..!
ثم أننا نكون فى الغالب عديمى الذوق و الإحساس..فمثلاً حين تدخل فتاه جميله من أصحاب الطلبات أو من
زميلاته فى العمل، نظل واقفين كالتماثيل ، ممسكين بأوراق لعينه ، هل هذا وقت مناسب لإوراق؟!..
فالرجل يريد أن يسرى عن قلبه ، فلنتركه فى جو شاعرى لطيف، و نفوت عليه بكره.
من منا لم يرى هذا الحال فى الكثير و الكثير من الأماكن فى بلدنا الحبيب؟!..

ثم تحدث المعجزه..
و تكتشف بالصدفه البحته أن، إبن خال بنت عم جوز بنت أخت جار سيادتك، هو المسؤل الفلانى،
أو النائب العلانى..و فجأه تجد فى يدك كارت..كارت المحبه بالطبع.
فتذهب منتفخ الصدر..واثق الخطوه تمشى ملكاً..و تدفع باب حجره نفس الموظف بقدمك و تدخل،
و عندما ينظر إليك و الشرر يتطاير من عينيه..و فيهما  سؤال..كيف تجرؤ..؟!
تمد يدك فى جيبك بكل ثقه..و تخرج الكارت منه..فينظر أليه، تبدأ ملامح وجهه فى التغير، و ترتسم
عليه علامات تجمع بين الخوف و الرهبه و اللهفه، و تتغير نبره صوته، فتمتلئ بالأحترام و التبجيل،
وفجأه تجد الكراسى متراصه كى تختار منها ما يعجبك، و تجد من يحضر لك مشروباً، و أخر يشعل
لك سيجاره، و تتفتح الأبواب المغلقه، و تمهد الطرق و تبنى الجسور، و تجد الإمضاءات تنهال بغزاره
على أوراقك، بعد أن كان يتجنبها الجميع، فالكل يرغب أن يضع أسمه على أوراقك..و شعار النسر
الشهير يملئ جنبات كل ورقه، سواء إن كانت تحتاج أو لا.. و فى دقائق معدوده ينتهى الأمر، و تنصرف
مصحوباً بوداع حار من كل موظفى المكان، راجين منك أن تبلغ تحياتهم لذلك المسؤول، مع ذكر مجهودهم
فى خدمتك..!

لكم الله يا بسطاء مصر..يا من ليس لكم علاقه بمسؤول ما أو حتى حفنه من المال يدفعها عنكم ثرى ما، كى
تفتح لكم الأبواب..!
لكى الله يا مصر ..ما دام هذا هو حال أهلك..
أرجو الله أن يوفقنا جميعا فى العثور على من يمنحنا كارت المحبه..و بالمناسبه..

 إن كان أحدكم يعرف مسؤول يمكن أن يعطيه الكارت ..أرجو ألا تنسوا أخوكم بإحدى نفحات كروتكم..أدامها الله عليكم ..

مسمار جحا



من منا لا يعرف جحا.. ؟!
أنه الشخصيه الأسطوريه المليئه بالذكاء و الحكمه مع الكثير من الطرافه و الغرابه فى الأفعال.
أنه أحد أشهر أبطال القصص الخياليه التى دائماً ما تحمل فى طياتها الكثير من العبر و المواقف التى قد نتعرض لها أحياناً،
و إن كانت الحلول التى تطرح فى هذه الحكايات ليست بالضروره قابله للتطبيق، أى أنها قد تكون من باب الدعابه، أو على
سبيل التجديد و إيجاد الحلول الغير متوقعه.

إلا أنه فى بعض الأحيان تكون هذه الروايات مطابقه بالضبط للواقع الذى نحياه و نشاهده بأعيننا كل يوم فى كثير من الأماكن.
و لعل من أشهر حكايات جحا التى يعرفها أغلبنا إن لم يكن كلنا.. حكايه مسمار جحا.
و الحكايه ببساطه أن جحا أراد أن يبيع بيته، و لما جاء المشترى..وضع جحا شرطا ألا و هو أنه يبيعه البيت كله ما عدا
مسمار مثبت فى أحد الجدران داخل المنزل.
و لم يهتم الرجل كثيرا، و وافق..فما المشكله؟ أنه مجرد مسمار لا يعنيه كثيراً، و لكن هذا الرجل لم يكن يدرك مكر جحا.
و تمت البيعه و أنتقل الرجل إلى المنزل، و كانت المفاجأه فى نهايه اليوم عندما وجد جحا قادما بحماره و يربطه بداخل الدار،
و بالتحديد ف المسمار الذى لم يبيعه له. و أعترض الرجل و ثار و هاج و ماج و سأل جحا كيف هذا؟ فأجابه جحا بهدوء
المسمار ملكى أفعل به ما أريد. و أغتاظ الرجل كثيراً بعد أن فطن إلى الخدعه..و لكن ما عساه أن يفعل؟إنه لا يملك سوى
الأستسلام للأمر الواقع.

و الأن دعونا نطبق هذه القصه على حياتنا، و لنرى كم المسامير من هذا النوع فى حياتنا.
بالطبع هيا كثيره و متشعبه و فى كل مكان، و لكن أسمحوا لى أن أقترح مسمار بعينه يؤرقنا جميعاً، مسمار دق فى ظهر الأمّه
منذ أكثر من ستين عاماً... أنه دوله الأحتلال.
ذلك المسمار الذى دقه الأستعمار الغربى فى ظهر أمتنا لكى يأرقها و يقض مضجعها فتبقى منشغله به دائماً، ولا تقوم لها قائمه.
تلك كانت مجرد بدايه، فالبدايه كانت تخطيط و ترتيب من الأستعمار، يقابله ضعف و تخاذل من الأمّه كلها.

ولكن هذا المسمار لم يكن أبداً مسماراً عادياُ، بل أنه مسمار ذو عقل و تدبير و مكر و دهاء، فهو لم يأت ليخدم مصالح من
ثبتوه هنا و لكنه أستخدمهم لكى يصل إلى أغراضه هو، و لقد نجح.
و الان حانت اللحظه كى يعمل لنفسه فقط، فقد أصبح له كيان قائم بذاته و ما عليه إلا أن يثبت نفسه فى الحائط العربى أكثر.

و كانت البدايه فى عام 1956، و تحت مظله الحمايه من الأستعمار بالطبع، فهو ليس بعد بالقوه التى تمكنه من أن يتحرك وحده،
و لكن تحت مظله الحمايه من إنجلترا و فرنسا وجد لنفسه مكان لكى يتحرك و يعلن عن نفسه..أنا هنا أيها العرب.
ولكن كعاده العرب فى العصور الأخيره، لا يهتمون كثيرا بما يجرى حولهم، فلم يأخذوا الأعلان على محمل الجد، فمن وجه نظرهم
الثاقبه أن هذا المسمار أهون عليهم من جناح بعوضه، و يمكنهم أنتزاعه متى أرادوا، و السؤال الذى يحيرنى..طالما كنتم قادرون
على أنتزاعه بهذه السهوله فلما لم تنتزعوه يا ترى..؟!!
و أنتهى العدوان الثلاثى بعد تدخل الأتحاد السوفيتى و أمريكا، و أنتهى معه الأعلان..و بدأت مرحله جديده..فالمسمار نشيط للغايه
لا يهدأ أبداً، و هو أيضاًشديد الطمع و الجشع فلا يشبع أبداً. و هو يحلم منذ أمد بعيد بأن يكون له وجود فى هذا المكان، وإن
كان طمعه يدفعه لأن ينشر مسامير أخرى فى كل مكان حوله، فأخد يخطط لهذا و يجهز كل المسامير الممكنه لديه، حتى حان الوقت
وجاء عام 1967 أو كما يحلو للبعض تسميته النكسه كما لو كنا نتكلم عن مريض أصيب بقليل من البرد، فليسموه كما يحلو لهم،
لكن بعيداً عن التسميات..كانت الصدمه قويه للغايه، فالمسمار الذى أعتقدوا أنه أهون من جناح البعوضه و يمكنهم أنتزاعه متى أرادوا
قد أستغل هذا الأسلوب السلبى فى التفكير و قوى نفسه أكثر فأكثر حتى أصبح وتد.

و تخبط الجميع..الكل يلقى بالتهم على الأخر..الكل يتنصل من المسؤليه، فالهزيمه لا أب لها على عكس النصر فله ألف أب.
و لكن الله كان بنا رحيما و كأن هذه الصفعه جاءت لتعيدنا إلى الطريق الصحيح، تمثلت بدايات العوده إلى الطريق فى تغيير من
تسببوا فى هذا سواء كان هذا التغير بشكل طبيعى بوفاه أشخاص أو بأعتقال البعض الأخر، المهم أن الساحه تغيرت و ظهر بها بعض
الوجوه المبشره، و التى بدأت بتغيير بعض المفاهيم البائده و أسلوب الفتوه الذى لا يقهر الذى كان فى السابق، و بدأوا فى الأخذ
بأسباب العلم و القوه كما أمرنا الله. و تحسن الوضع شيئاً فشيئاً، و جاء نصر الله عام 1973، و إنحسر المسمار عائدأ مره
أخرى لمكانه الأول.
و لكن.. اه من لكن هذه دائما ورائنا، فلم يمر غير قدر يسير من الوقت حتى تخلينا مره أخرى عن أسباب العلم و العمل الجاد،
و عدنا إلى القوه الزائفه و العنجهيه المقيته.
و بالطبع فالمسمار كان الأسعد بهذه الحاله، فهو ما يمكنه من أستعاده نشاطه و الأستعداد من جديد و المحاوله مره أخرى لإنشاء
مملكه المسامير التى يريدها من الفرات إلى النيل.
و عدنا من جديد إلى الغفله و الكسل .. و عاد هو إلى النشاط و العمل، ولإن الله سبحانه و تعالى هو العدل فهو يعطى لمن
يجتهد أياً كان من هو..و لهذا فقد تقدموا و تفوقوا، ونحن توقفنا مكاننا نحكى عن الأمجاد والبطولات.
و أصبح الوضع مخيف و ينذر بكوارث جديده، فنحن لم نتعلم بعد من أخطاء الماضى القريب جداً، فالمسمار عاد من جديد إلى محاوله
نشر مسامير صغيره داخل أرضنا لكى تنمو و تصبح أوتاد صلبه، و نحن لا زلنا غافلين.



من منا لم يسمع فى الأونه الأخيره عن المدعو أبو حصيره..؟!
و لمن لا يعرف بعد أبو حصيره هذا هو أحد الحاخامات اليهود، قبره موجود بالقرب من مدينه دمنهور بمحافظه البحيره.
المهم أنهم يستخدمون نفس أسلوب جحا فى قصه المسمار بالضبط..فأبوا حصيره هذا هو أحد مساميرهم التى ينشرونها فى أراضينا،
و كل عام يدخلون إلى أرضنا بحجه مولد أبو حصيره هذا، و يقيمون الحفلات الصاخبه المليئه بالرقص و الخمر و المجون، يفعلون كل
ما يمكن لإثاره الناس، نفس نظريه مسمار جحا..يأتون إلى دارك و يفعلوا ما يريدون و الحجه المسمار.
و نحن بالطبع لا نزال غارقون فى نفس النوم اللذيذ و الذى أقترب من نوم أهل الكهف و يكاد ينافسه، و الله و حده يعلم متى
نستيقظ منه.
و أننى أتعجب بشده من حالنا هذا..لماذا نحن دائما رد الفعل؟!لماذا يسبقوننا دائما؟لماذا نتركهم يثيروننا و يقلقوننا و لا نفعل مثلهم؟
هل كتب علينا أن يتحكم فينا كل البشر؟!
بالله عليكم قولوا لى أيهم يمكن أن يطبق عليه نظريه مسمار جحا بسهوله أكبر..أبو حصيره هذا أم المسجد الأقصى؟!!!
نحن نملك مسجداً كان هو أولى القبلتين، و هو أحد المساجد الثلاثه التى لا يشد الرحال إلا أليها. و مع هذا فنحن نكتفى بدور
المشاهد الأبله الذى يبتسم طوال الوقت دون أى سبب و كأنه يشاهد فيلم عن أمر لا يعنيه.
لماذا لا نذهب للصلاه فى مسجدنا، فى أرضنا المحتله..لماذا لا نصلى ف المسجد الأقصى؟!!
تخيلوا معى لو أن الاف الناس من كل بقاع الوطن العربى يذهبون كل عام الى المسجد الأقصى ليصلوا فيه..تخيلوا معى الذعر الذى
سيصيبهم و الفزع من كل شخص و ما أذا كان مجرد زائر أم جاء لأمر أخر، تخيلوا كم سيقض هذا مضاجعهم و يجعلهم يتلفتون
حولهم فى كل أتجاه، و يشتت تركيزهم عن خططهم للتوسع.
و لكن يبدو أننا نتلذذ بلعب دور الضعيف المستضعف الذى لا حول له ولا قوه، الذى يستجدى بدموعه العالم..و ياليتنا نجيد هذا الدور
ولكن حتى فى هذا يسبقوننا..فهم أساتذه فى ذرف الدموع و طبعا معهم الأعلام العالمى يؤيدهم و بالتالى فنحن نخسر على الصعيدين..
على صعيد المبادره، و أيضاً على صعيد رد الفعل.

إنهم يسبقوننا بمراحل عديده فى كل الأتجاهات، و إن لم نستفق من غيبوبتنا الطويله هذه و نركض خلفهم بكل قوه كى نلحق بهم، فإن
الكارثه قادمه لا محاله.
أدعو الله سبحانه و تعالى أن يمن علينا بإيقاظنا و إن كنا لا نستحق، كما أدعوه أن يعزنا بأناس يأخذوا بأسباب القوه و العلم،
و يجعلوهما أساس كل عمل،..أدعوه أن يعيننا على أنتزاع ذاك المسمار..و إلى الأبد.

 
 

كيف تصنع فرعونا..؟!



لكل إنسان على وجه هذه الأرض منذ أن خلقها الله سبحانه و تعالى صفات و مواهب تختلف و تتباين من شخص
لاخر ، و مما لا شك فيه أن هذا أيضا ينطبق على الأمم ، فكل أمّه عبر التاريخ تميزت و برعت فى أشياء لم
تضاهيها فيها أى أمّه أخرى ، و كلما أمتد العمر بهذه الأمه و كلما أتسعت رقعتها زاد ما يميزها عن غيرها.
على سبيل المثال .. الأغريق أشتهروا بكثره الفلاسفه أرسطو و سقراط و غيرهم  , هذا بالطبع إلى جانب تفوقهم
 ف نواحى أخرى كثيره كالقوه العسكريه مثلاً ، و لكن هذه مشتركه بين كل الأمم عبر التاريخ و لذلك لن أتوقف
 عندها كثيراً.
العرب مثلا أشتهروا بالبراعه فى الشعر و الأدب و اللغه.
و أذا نظرنا إلى أوربا فى عصور النهضه فقد أشتهرت بالثوره الصناعيه الكبيره و التى أنتشرت فى كل أنحاء
 أوربا بل و أمتد تأثيرها ليشمل الإنسان عموما فى كل بقاع الأرض.
عندما أنظر إلى الفراعنه أجد العديد من الأشياء التى تميزوا بها عن سائر الأمم و حتى الان ، فعلى سبيل المثال..
 التحنيط .. و الذى لم يستطع أحد و حتى وقتنا هذا أن يكشف عن أسراره ، أيضا فى مجالات العلوم و الهندسه..
 يشهد على عبقريتهم الفذه أهرامهم الشامخه عبر الاف السنين و المعابد الضخمه و التى تعتبر معجزه فى البناء
 إلى الان ، و العديد و العديد من الأشياء التى ميزتهم عبر التاريخ  ، و لكن من أهم الأشياء التى برعوا فيها بل
 و تفوقوا على أنفسهم و أرسوا مبادئ لها .. صناعه الفرعون.
لا تندهشوا كثيرا.. نعم هى صناعه..هل يظن أحدكم أن شخص ما يمكن أن يذهب الى فراشه ليلاً ليستيقظ فى
الصباح و قد أتخذ قراراً بأن يصبح إله ، و أنه قد أكتشف فجأه أنه مميز عن باقى البشر من حوله ؟!..
بالطبع لا يمكن .. هذا شئ يبنى و يصنع و هو نتاج لعمل شاق و سنوات طويله من الطفوله إلى الشباب و حتى
 مرحله الحكم.
و هى عمليه علميه دقيقه للغايه و تحتاج للأستمراريه و هى ليست عمليه عشوائيه ، و أنما تكون مخططه بدقه
و يقوم على تنفيذها مجموعات مختلفه من حاشيه القصر و الوزراء و الكهنه. هؤلاء هم من ينشأ وسطهم الفرعون
منذ نعومه أظافره ، و منهم يتلقى أصول الفرعنه.
أما الداعم الرئيسى لهذه العمليه فهو الشعب .. الشعب الساذج  الصامت و المصدق ابدا.
و كما أوضحت سابقا فأن عمليه صناعه الفرعون عمليه معقده و لها خطوات كثيره.
 و أليكم بعض من أهم هذه الخطوات:
أولاً:  الأختيار- وفى هذه المرحله يتم أختيار الشخص المناسب و الذى يكون بداخله لمحه من الأحساس بالذات
 ( عادهً ما يكون الأبن الأكبر للفرعون الموجود) .
ثانيا:  الأعجاب- و فى هذه المرحله يتم أبداء الأعجاب بكل كلمه يقولها و كل تصرف يفعله مع الثناء على ذكاءه
 الخارق و تفوقه على كل أقرانه ، هذا بالطبع إن كان له أقران أصلاً.
ثالثاً:  لا للنصح- فهو لا يحتاج إلى النصائح فهو الملهم أبداً..فكيف له أن يسأل من هم دونه؟!.. و حتى إن طلب
 النصح يوماً تكون الأجابه : الرأى ما ترى يا مولاى فأنت الزعيم القائد.
رابعاً:  الكل خونه- إذا ظهر يوما شخص ما و تجرأ و ناقش أمراً أو اسدى نصحاً فهو خائن و مدسوس من أعداء
 الفرعون العظيم .. و لكن الله سلم و كشف الخيانه و حمى الفرعون العظيم من الدسائس و المؤامرات.
خامساً:  التأليه-و هو مرحله متقدمه من الأعجاب ، و فيها يذهب الأعجاب الى حد الذهول من قدرات الفرعون
 و حكمته إلى حد القول بأن هذه القدرات لا يمكن أن تكون لبشر و أن الفرعون هو بلا شك سليل الألهه.
سادساً:  التصديق- و هو مرحله مهمه جداً و خطيره ، وتتم بواسطه جموع الشعب ، فعندما يخرج عليهم الفرعون
 يجب أن تنحنى الرؤوس فلا ترفع ابداً فى وجوده ، و من يتجرأ و يرفع رأسه فمصيره معروف.
سابعاً:  مزاوله المهام- و فى هذه المرحله يكون الفرعون قد أكتمل صنعه و أقتنع أنه إله و عليه أن يمارس
 مهامه بأن يأمر فيطاع مهما كان الأمر فلا يمكن رده ولا يمكن أن يسمع فى أى مكان بالبلاد صوت غير صوته.
و عند هذه النقطه تكون العمليه قد تمت بنجاح و الفرعون قد صنع تماماً.
و يبدو أن هذه الميزه هى الوحيده من كل ما تميز به قدماء المصريين التى أستطاعت البقاء عبر الاف السنين ،
فعلمهم قد ذهب معهم و كذلك قوتهم و مكانتهم و بقيت لنا صناعه الفرعون نطورها و نحدثها .
بقيت لنا كى تميزنا عن كل بلاد العالم المتخلفه التى تتحدث عن أشياء تافهه كالديموقراطيه و حقوق الشعوب
و حقوق الأنسان و التقدم العلمى.
سنظل نحن المصريون بناه الأهرام..
 سنظل نحن المصريون ..صناع الفرعون.