قائمة المدونات الإلكترونية

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

شيخ العرب همام..حكايه كل زمان



كل عام و انتم بخير..انقضى شهر رمضان الكريم ببركاته و اجوائه المريحه, و اوقاته المليئه بالسعاده..
و كعاده التلفزيون منذ نشأته, فشهر رمضان بمثابه موسم خاص له..دائما ما يمتلئ بالكثير من المسلسلات,
و التى و لسبب غير مفهوم يتم تكديسها فى الشهر الكريم..!
و لكن دعونا من هذا الان..
المهم انه كان هناك كالعاده الكثير من المسلسلات..و اصدقكم القول, فى السنوات الاخيره اصابنى الملل من
برامج التلفزيون بشكل عام, فاصبحت لا اشاهده كثيرا..و لكننى قد اعتدت ان اتناول الافطار فى رمضان امام
التلفاز , سواء اشاهده ام لا.
و هذا العام توافق ان يعرض فى وقت الافطار مسلسل "شيخ العرب همام" فتابعت احداثه بدرجات متفاوته
من الاهتمام, بدأت بمجرد نظره عابره, الى ان اصبحت اتابع احداثه باهتمام..
و لعل من اكثر ما جذب اهتمامى للمسلسل, هو انه يتحدث عن شخصيه حقيقيه, و ان اغلب احداثه قد وقعت
بالفعل..
و الحقيقه هى قصه مليئه بالاحداث المثيره, لشخصيه تبدو غير تقليديه..غير ان اكثر ما استوقفنى فى هذه
القصه هو النهايه..و خيانه اسماعيل لهمام..مما ادى لهزيمه همام و انكساره..!
و ما استوقفنى فى النهايه ليس الحدث فى حد ذاته, و انما شئ اخر جذب انتباهى..
و رحت استعرض فى عقلى الكثير من الاحداث التاريخيه, فوجدت امر عجيب..
معظم القصص البطوليه و سير الابطال و الحقب الذهبيه لحضارات مختلفه..انتهت نهايات متشابهه..
بالخيانه..!
و كان اول من تبادر الى ذهنى هو "يوليوس قيصر"..الحاكم الرومانى الذى جاب اركان الارض و حكم معظم
اسقاعها, ونال من المجد و العظمه نصيب وافر..فاين انتهى كل هذا؟!
بنفس الطريقه..مؤامره من قواده و اخلص اتباعه حتى كان من بينهم " بروتس" الذى كان بمثابه الابن له,
و تم قتله غيله..!
ثم نظرت الى زمن الخلافه الاسلاميه , و عهد الخليفه العادل عمر بن الخطاب رضى الله عنه, الذى فى عهده
فتح الله على امه الاسلام , و اتسعت رقعتها لتشمل مشارق الارض و مغاربها, و ساد العدل كل امور البلاد و
العباد..فيقتل غدرا  على يد الخائن ابو لؤلؤه , و هو يصلى بالناس صلاه الفجر..!
و من بعده الخليفه عثمان بن عفان رضى الله عنه , ذى النورين..و يشعل اعداء الاسلام الفتنه و على راسها
رجل يهودى يدعى عبد الله بن سبأ يدعى الاسلام..و يتجمع المنافقين و الكارهين و الخونه, و يحاصروا بيته
رضى الله عنه, ثم يقتل بعد ذلك..!
و من بعدهما اتى على بن ابى طالب رضى الله عنه, بن عم النبى و زوج ابنته, مثال للشجاعه و الرجوله..
فيقتل بعد مؤامره كانت تستهدف قتل كل من على و معاويه ابن ابى سفيان و عمرو بن العاص..الا انها لم
تسفر الا عن قتل الامام على كرم الله وجهه على يد الخائن عبد الرحمن بن ملجم ..!
ثم رحت الى الخلافه العباسيه, و ايامها الاخيره و ما اصابها من ضعف ووهن و تفكك فى زمن الخليفه

 المستعصم,و التى كان من اسباب سقوطها على يد التتار, الدسائس و المؤامرات,و الخونه
مثل وزير الخليفه مؤيد الدين ..!
اما عن زمن المماليك..فحدث ولا حرج..بدايه من مقتل فخر الدين اقطاى غيله, ثم من بعده عز الدين ايبك ايضا
تم اغتياله..ثم السلطان المظفر قطز, قاهر التتار , و الذى اغتيل ايضا على يد قواده..!
حتى على بك الكبير و هو احدى الشخصيات التى ورد ذكرها فى المسلسل..فبعد ان تمكن من حكم مصر اراد
الانفصال عن السلطنه العثمانيه و اراد توسعه ملكه نحو الشام..فكيف كانت نهايته؟!
استمال العثمانيون قائده المقرب محمد بك ابو الدهب, و الذى يبدو انه كان تلميذا نجيبا , فتفوق على استاذه فى
الخيانه و قتله..!
و من بعدهم جاء عرابى بثورته ضد الخديوى توفيق, فما كانت نهايته الا بالخيانه..بدايه من الخديوى الذى استعان
بالانجليز لحمايه ملكه, و ابتليت مصر بهم..ثم بعد ذلك هزيمه عرابى و جيشه فى معركه التل الكبير نتيجه لبعض
الخونه الذين تعاونوا مع الانجليز و دلوهم على مسالك و دروب حول مواقع الجيش..مما ادى لهزيمته..!
يا الله...كل هذا و اضعافه من الخيانه التى تمتلئ بها صفحات التاريخ..!
و كأن البشر قد جبلوا على تحطيم زعمائهم..

و انى و الله لأعجب لأمر الخونه..! يبيعون انفسهم للشيطان فى سبيل المال و السلطه..
فيحالفون الاعداء و يعادون الاصدقاء..و ينتظرون من حلفائهم الذين هم اعلم الناس بخيانتهم ان
يوفون اليهم بالعهود..! أى حمق هذا ؟!
ولعل التاريخ يشهد بنهايات الخونه, اما بالقتل او فى غيابات السجون..فتكون لهم فى الدنيا خزى و فى الاخره

 ينتظرهم العذاب الاليم..
و لعلنا بعد كل هذه القصص..ندرك ان اشد الخطر هو الخطر الخفى الذى يكون بجانبنا و يخفى قلبه

ما لا يظهره وجهه, فالخائن الذى يبث سموم الفرقه و التخاذل فى الامه, لهو اشد خطرا من كل اسلحه العالم..
كفانا الله و اياكم شر الخونه و الخيانه..!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق