قائمة المدونات الإلكترونية

الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

عندما تسكت شهرزاد...(3)





و لما كانت الليله الثالثه من ليالى شهرزاد الجديده..
وقفت فى شرفه القصر أشاهد الأمطار الغزيره، المنهمره بشده فى تلك الليله،
و بينما أنا واقف أشاهد، إذا بحركه خلفى ..فألتفت سريعاً..فوجدتها شهرزاد..
التى إبتسمت و قالت لى ..أمازلت مستيقظ حتى الأن؟...
قلت لها ..نعم يا شهرزاد ، فالأمطار الليله تهطل بغزاره، و أشعر ببعض القلق،
قالت هو خير من عند الله ، فالأمطار و المياه هما الحياه لكل كائن حى.
قلت ..نعم أنت على حق ، و لكن أحياناً قد تكون الهلاك ، فعندما تزداد الأمطار
، يفيض النهر و تندفع المياه الغزيره لتغمر البيوت و الأراضى من حوله.
صمتت قليلا ًثم قالت .. على كل حال هذا أفضل كثيراً من الجفاف، أو أن تقل
مياه النهر، أو أن يمنعها شخص ما من الوصول للناس..
ثم إلتفتت إلى و قالت..هل ترغب فى سماع حكايه جديده؟..
أجبتها فى لهفه..بالتأكيد..هات ما عندك.
إبتسمت و هى تقول..

بلغنى أيها الملك السعيد، ذو الرأى الرشيد.. أنه فى بلاد بعيده، قديمه و عريقه،
كانت ذات يوم حضاره كبيره...
كان يجرى نهر عظيم، فى فيضه كريم، هبه للبلاد من السميع العليم...
و كان الناس يعيشون على ضفاف النهر، راضين بالحياه بما فيها من القهر،
حتى كان ذات صباح ....إستيقظ الناس ليجدوا النهر قد ذهب، و الماء قد نضب،
و الزرع قد جدب..!

فأسرع الناس إلى الحكام..يسألوهم أعلموا بما حدث ، أم غارقين فى الأوهام؟!..
فرد كبيرهم و قال..لا داعى للقلق فإن الأمور فى إستقرار، وغدأً يأتينا بدلأً من
النهر أنهار.

فأنصرف عنه الناس..بعدما شعروا لديه بإنعدام الإحساس.
و تمر الأيام ..و تعرف الحقائق من الأوهام... فالنهر لن يعود..بعدما شيدت
فى طريقه السدود..فمنعته من عبور الحدود...و ذهبت بمائه إلى العدو اللدود..
الذى يمنيهم بالوعود.

و الحكام لا يزالوا نيّام...مستمتعين بالأحلام..ولا أحد منهم يشعر بالشعب
التعيس...و إنشغلوا عنه بجمع كل غال و نفيس...
أما النهرفليذهب للجحيم...و ليشرب الناس الحميم..كى يبقى الحكام فى النعيم.

و تدهورت الأحوال.. و زادت المخاطر و الأهوال..و باتت الحياه أمر محال،
و درب من الخيال..و.....

و صاح الديك..
و تتثائب شهرزاد و تقول ..فلنكمل غداً يا مولاى..
و هنا أدرك شهرزاد الصباح...فسكتت عن الكلام المباح..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق