قائمة المدونات الإلكترونية

السبت، 4 ديسمبر 2010

عندما تسكت شهرزاد...(5)






و لما كانت الليله الخامسه من ليالى شهرزاد الجديده..
جلست و حيداً فى أحد أركان الغرفه مستغرقاً فى تفكير عميق،حتى أننى لم أعد أدرى
كم مر على من الوقت و أنا على هذه الحاله، و لم أنتبه إلا على صوت شهرزاد الذى
أتانى ليخرجنى من تلك الحاله، و هى تسألنى بصوت هامس ..ماذا بك؟!..
و أستغرقنى الرد بضع لحظات أخرى و أنا صامت و محدق بها، ثم أجبت بصوت
يحمل الكثير من الهم و القلق..الناس يا شهرزاد..أحوال الناس تقلقنى بشده.
سألت مره أخرى ..أى من أحوال الناس يقلقك ؟!..
قلت لها.. أشعر بتغير كبير فى أسلوب تفكيرهم، و فى المبادئ العامه التى ترسم
ملامح حياتهم..أشعر و كأنهم لم يعودوا نفس الناس كما عرفتهم دوماً..تغيرت
أولوياتهم ، و عقولهم ،وأخلاقهم.
عقدت حاجبيها و هى تقول فى إهتمام..هذا أمر يدعو للقلق بالفعل..ثم إستطردت
و قالت ..من المأكد أن هناك خطأ ما فى نظام الحياه العام المحيط بهم، ربما  لا يحفزهم
بما يكفى نحو الأشياء الإيجابيه ..مما يدفعهم لبدائل أخرى سلبيه.
سألتها ..ماذا تعنى؟!..
إبتسمت أبتسامه غامضه، ثم قالت .. هل ترغب فى سماع حكايه جديده؟..
صمتت قليلاً و أنا أحاول أن أستكشف ما يدور بعقلها.. ثم قلت ..حسناً..هات ما عندك.


أعتدلت و هى تقول..بلغنى أيها الملك السعيد، ذو الرأى الرشيد.. أنه كان فى بلاد بعيده،
قديمه وعريقه، كانت ذات يوم حضاره كبيره..

كان الناس  يعيشون حياه عاديه، مليئه بالأحلام الورديه، و التطلعات المستقبليه،
العلميه منها و الأدبيه.
فالكل مشغول بالأبناء، و يتمنى أن ينالوا ما لم ينل الأباء، الكل يفكر ويختار،
ما بين طبيب أو أديب أو سفير أو حتى وزير..
و دائماً كان يحدوهم هذا الأمل و يدفعهم لمزيد من العمل..فمنهم من يوفق و منهم من يخفق،
و لكن كان الكل سعيد..فالأحلام تجعل للحياه مذاق فريد.

و مرت السنوات، و تغير كل ما فات، و أنقلب حال البلاد...
فلم يبق شيئاً فى مكانه، الكل فقد إتزانه، و ضاعت هويته و عنوانه.
فالمال بات منتهى الأمال، و لم يعد للعلم مجال.
انتهى حلم الإبن الطبيب، و حل مكانه المطرب و اللعيب.
فلغه الأرقام أصبحت هى الأرفع مقام،أما العقول فلم تعد تلقى القبول.

و تدهورت الأحوال،تضاربت الأقوال...و لم يبق لأهل البلاد إلا التضرع لرب العباد،
أن يهديهم سبيل الرشاد، و.....
و صاح الديك..


فتثائبت شهرزاد و قالت .. فلنكمل غداً يا مولاى..
و هنا أدرك شهرزاد الصباح..فسكتت عن الكلام المباح...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق