قائمة المدونات الإلكترونية

الجمعة، 3 ديسمبر 2010

عندما تسكت شهرزاد...(4)





و لما كانت الليله الرابعه من ليالى شهرزاد الجديده..
جلست على الأريكه ، و أمامى طبق ملئ بأنواع عديده من الفواكه،و بجوارى
جلست شهرزاد..و كان شكل الفاكهه شهياً، فهى من كل الأنواع و الاشكال،فهذا
برتقال،وهذا تفاح،و هذا موز،وهذا عنب،....إلخ.
ثم وقع أختيارى على البرتقال..فمددت يدى و إلتقطت أحدى الثمار جميله الشكل،
نضره اللون..ثم تذوقتها فوجدتها حلوه المذاق، فشرعت فى إلتهامها، عندئذ واجهتنى
مشكله..فالثمره بها بعض البذور الصغيره،فإضطررت أن أتوقف عن الأكل لكى
أخرج هذه البذور أولاً.
و شعرت ببعض الضيق من هذا ، ووجدتنى أقول ..لو أن هذه البرتقاله بلا بذور.
فتبسمت شهرزاد حين سمعت هذا الحديث و قالت..هكذا أراد الله منذ أن خلقها،
أن تكون بداخلها تلك البذور.
فإلتفت إليها و قلت..هذا صحيح، غير أنى قد سمعت فى الأونه الأخيره ، أن هناك
نوع من العلوم يمكنه أن يزيل هذه البذور،فتنمو الثمره دونها و تصبح أكبر .
تجهم وجه شهرزاد حين سمعت هذا،وقالت..إن هذا العبث ،و محاوله التغيير فيما
خلق الله سبحانه وتعالى، لهو أشد أنواع الخطر على البشر.
ثم إستطردت و قالت..أتود أن تسمع حكايه جديده؟...
قلت لها..كلى أذان مصغيه..هات ما عندك.
قالت...


بلغنى أيها الملك السعيد،ذو الرأى الرشيد..أنه كان فى بلاد بعيده،قديمه و عريقه،
كانت ذات يوم حضاره كبيره..

كان الناس فى سرور يعيشون، يزرعون ما يأكلون، و يأكلون ما يزرعون،
و إن عازهم شئ فهم به لا ينشغلون، مادام لديهم الماء و الزرع و بعافيتهم يتمتعون.
و ظلت الأيام تدور، و الكل يحيا فى هناء و سرور..
حتى تولى الأمر وزير، قصير و مكير، يعرف بأنه شرير، وهو للأعداء أجير.

فأخذ هذا الشرير فى التفكير..حتى هداه عقله الأثيم و شيطانه الرجيم إلى مخطط
ملعون، يكون فى الأرض مدفون.

فحياه الناس فيما يزرعون، أن صح يصحون، وإن فسد يموتون.
فراح ذلك المشئوم، و أحضر السموم ، و خدع الناس بإسم العلوم...و أعطى كل
واحد من السم مقدار، و قال هو يقى الزرع الأخطار، فليرش به طوال النهار.
و صدقه الناس... ففسد الزرع من الأساس.

و مرت الأيام و السنين،و تغير حال الشعب المسكين، فأضحى حزين،
و بات يشكو من المرض اللعين.
حتى الدواب و الطيور، لم تسلم من شر ذاك الموتور... و شيئأ فشئ
أختفى من الحياه الفرح و السرور.

و تبدلت الأحوال، و ذاق الناس مر الأهوال...فضعفت الأجسام،و زادت الألام،
وباتت الصحه ذكريات و أوهام،و....

وصاح الديك....

فتثائبت شهرزاد و قالت..فلنكمل غداً يا مولاى.
و هنا أدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق